سلمى تكتب- اليوم الحادي والخمسون

سأسميه "آلام عظيمة" على غرار "آمال عظيمة" لتشارلز ديكنز، هكذا أجبت على سؤال تخيلي طرحته على نفسي، كان السؤال عن عنوان يصلح لسيرتي الذاتية.
فكرت كثيرًا في عنوان لكتب سأنجزها ذات يوم، وجدت عناوين مختلفة وفكرت فيها بجدية، رغم أني مع الوقت لا أجد في نفسي توقًا لنشر كتابتي في روايات وكتب، ولأني أثرثر على الورق وعلى شاشة هاتفي وفي أوقات انطلاق لساني بحرية، فلا عجب من تفكيري في إجابة لهذا السؤال.
حياتي التي ما زالت شابة بمقاييس الأعمار في العالم الآن هي سلسلة من الألم يسلم بعضه بعضًا، فترات نقاهة وتحسن وازدهار بعد طول أفول، ثم يعود الألم ليهجم علي ويحطم دفاعاتي ويقض مضجعي.
يصعب علي تذكر أوقات الراحة والفرح دون تذكر الألم الذي صاحبها أو سبقها، لا يمكنني الإمساك بتلابيب الفرح منزوعًا من الأسى، وأحيانًا يصبح تخيل الأحداث السعيدة تدريبًا عقليًا صعبًا.
يحكي عبد الوهاب مطاوع في أحد كتبه التي جمعت مقالاته، عن شخصية تدعى جبر، يزور جبر بلادًا أجنبية ويلاحظ شواهد القبور تحمل عمرًا لا يتناسب مع سنين الميلاد والوفاة المحفورة عليها، يخبره الدليل السياحي بأن العمر يقاس بالأوقات الجيدة التي عاشوها، لا بالعمر البيولوجي؛ عندها صرح قائلًا: "اكتبوا على شاهدي: جبور جبر من بطن أمه إلى القبر" كناية عن قلة الذكريات الجيدة.
لست جاحدة لهذا الحد، أعني الحياة صعبة ومع هذا لا تخلو من فرح عابر وأصدقاء محبين وقلب يأمل بترك ذكرى طيبة في من حوله قبل الرحيل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلمى تكتب- اليوم الرابع والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الحادي والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الثاني والستون