سلمى تكتب- اليوم الثاني والثلاثون
أجلس في هدوء دون حركة أو صراخ بينما يعالج الطبيب أسناني، فقط تأوه بسيط حين ضغط بشدة على ضرسي، تذكرت حينها جملة قالتها لي اختصاصية البشرة وهي تباشر جلسة تنظيف البشرة وأنا مستسلمة دون أن أنبس بحرف، قالت: "لابد أنك مررت بألم عظيم، لا أحد يجلس هنا ساكنًا سوى من خابر الكثير من الأوجاع التي تهون البقية بجوارها."
كانت محقة، خابرت الألم كثيرًا، في أيام كان جسدي كله يصرخ ولا شيء قادر على إسكاته، جربت آلامًا مميتة لأيام وأحيانًا لأسابيع، في صغري وشبابي وبأشكال شتى، كنت أهزم الألم في النهاية لكن بالكثير من آثاره على جسدي وقلبي الممزقين، وأفوز في النهاية لتأتي الأيام بمعركة جديدة.
كتبت مرة أني أخر العشرة خاصتي، كما كانت تدخرها بطلة فيلم "fault in our stars”، حين يسألها أحدهم عن مقياس الألم تقول في أشده أنه تسعة من عشرة، تدخرها لألم لن تقوى عليه، أملًا أن يخطيء الطريق إليها.
ورغم كل هذا، أنا بطلة قوية، هكذا يقول معالجي النفسي، تحملت وتخطيت الكثير من الألم، وما زال في العمر بقية آمل فيها آلامًا عادية لا تحتاج لأية بطولة.
#سلمى_تكتب_٧٥يوم
تعليقات
إرسال تعليق