سلمى تكتب- اليوم السادس والثلاثون

اختارت العائلة بيتًا جدرانه من الصبار الشائك وذا جو جاف خانق للسكنى، كما يختار أبطال فيلم الرعب أبعد البيوت ملائمة عن الأمان والراحة ليعيشوا فيه أيامهم النحسات.
في بيت كهذا لا يمكنك الاستناد إلى الحائط لتمنع نفسك من السقوط، ولا إراحة ظهرك عليها بعد يوم شاق، الشوك في كل مكان وسبيل النجاة هو تجنبك للجدران طوال الوقت، والتحرك بلا سند في قلب هذا البيت.
كبر أطفال الأسرة البائسة في بيت بلا حوائط كأنهم في العراء، بل أسوء لأن العراء لا يدميك كلما نسيت وتلمسته، كبروا وقد تعلموا الدرس جيدًا: لا تستند إلى بيتك وإلا قتلك.
ذات نهار ضاعت الطفلة الصغرى في الأدغال الجافة حول البيت، خرجت في جهة خضراء غريبة ورآها أصحاب الكوخ الصغير في صدر ما عرفت لاحقًا أنها حديقة.
أدخلها صاحب البيت ريثما يفهمان منها -هو وزوجته- كيف أتت ومن أهلها، كانت الصغيرة مشدوهة تتطلع إلى الجدران الناعمة بلا شوك، تنظر برعب إلى المرأة تسند جيدها إلى الحائط دون أن يتلون بالدماء.
بعد بضع ساعات من البحث وصلوا إلى بيت الصبار، دخلت الصغيرة لتخبر إخوتها عن المعجزة، اندفعت محتضنة الحائط فتلون بالدماء.
#سلمى_تكتب_٧٥يوم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلمى تكتب- اليوم الرابع والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الحادي والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الثاني والستون