سلمى تكتب- اليوم الثالث والسبعون

يأسرني الإنسان في تكشّفه، يتحول من غريب يتقاطع مع أوسع دائرة لحياتك، من كومبارس في خلفية قصتك لا يؤثر وجوده في المجاميع، إلى كيان حي حقيقي يمتلىء بالمشاعر وله دوافعه الخفية وصراعه الخاص، صراع لا يقل أهمية عن صراع بطل القصة، عنك.
كلما تعمقت في علوم النفس البشرية وفهمها وتحليلها، كلما خجلت من أحكامي المطلقة وثقتي في خير أحدهم أو شره، أتعلم كيف يعيش المرء بصالحه وطالحه، كيف يختلط الثوب الأبيض مع الدنس، وهو يرجو أن يغسله الخالق من أدرانه.
الأم القاسية لابد أنها عانت في طفولتها من سوء المعاملة فكبرت وهي تظن خيرًا في ما تفعل، المدير المتسلط ربما يعاني من قلة التقدير من زوجه ولا يجد بدًا من رفع الصوت وتخويف الجميع كي لا يكون جبانًا خاضعًا.
وعلى النقيض فلاعب الملاكمة ذاك يعطف على الحيوانات المشردة رغم قوته نتاج تربيته أن ظلم الضعيف لا يحمل مروءة، وعالم الدين ذو الهيبة والوقار يخلع عباءة الوقار ويلبس دور الأب الذي يلاعب طفلته ويختار معها تسريحة شعرها.
الإنسان كنصفي ين- يانج، نصف أبيض وآخر أسود وفي قلب كل منها بقعة بلون مغاير، صفات وعادات ومشاعر في حالة اختلاط لا فكاك منه، وأي محاولة لجعله بلون واحد هو ضرب من الجنون.

#سلمى_تكتب_٧٥يوم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلمى تكتب- اليوم الرابع والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الحادي والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الثاني والستون