سلمى تكتب- اليوم السبعون
أخبرته أن شعوره مفهوم تمامًا، ولكن الأشخاص السيئون بحق لا يتساءلون عن جودة تصرفاتهم ولا يتشككون في أخلاقهم الحسنة وإخلاص نواياهم، لا يأكلهم القلق حين يخطئون في حق الآخرين، لا بوصلة أخلاقية ولا مرجعية دينية تقض مضاجعهم.
الطيبون الأخلاقيون يخطئون بالتأكيد -نادرًا- ولكنهم يراجعون أنفسهم، يقفون للـ هو فيهم بالمرصاد، وتمنعهم أناهم من مسامحة أنفسهم على قصورها بسهولة.
الآباء المسيئون يحطمون أرواح أبنائهم بلا رحمة، دون ندم على ما زرعوا فيهم من خوف وقلق ومثالية يتملقون بها أهليهم علهم ينجون من الهلاك، وحدهم الآباء الجيدون من يحاولون قدر استطاعتهم زرع كل جميل في قلوب أبنائهم، يحبونهم أكثر مما يقومون أخطاءهم ويتحملون في سبيل سوائهم النفسي كل صعب، ومع هذا تتلقفهم الأسئلة من كل صوب.
هل أعطي طفلي حبًا كافيًا؟ هل قصرت لأني لم أطهُ طعامًا طازجًا اليوم؟ هل اعتذر لطفلي عن نوبة غضبي؟ هل سيحكي عني بسعادة بعد عشرين عامًا أم سيشكوني لطبيبه النفسي؟
يحضرني قول برتراند راسل -ببعض التصرف-: "مشكلة العالم أن الأغبياء والظالمون واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائماً، أما الحكماء والطيبون فتملؤهم الشكوك”
#سلمى_تكتب_٧٥يوم
تعليقات
إرسال تعليق