سلمى تكتب- اليوم الثاني والسبعون

يدندن.. فتهدأ الأعاصير في رأسي، ويسكن عصفور الطمأنينة قلبي، يدندن.. فتتكسر أمواج قلقي على شرفة صوته وتخفت ضوضاء العالم لثوان تشبه الدهر.
لطالما أسرتني الأصوات، نبرة الحديث ومخارج الحروف السليمة وطبقة الغناء، ورسم ثغرك مع كل هذا جعلني أسيرة بلا مقاومة.
هل يمكنني تعبئة أصوات المحبين؟ يشغلني هذا السؤال دومًا، والآن يزيدني حديثك شغلًا به. تخيل إن ملأت زجاجات العطور الفارغة بصوتك، هذه عبوة عطر الفانيليا أصب بها "صباح الخير يا حلوتي، طالعة حلوة اليوم، يومك حلو زيك" كلمات ناعمة ولطيفة ولا يمل من استعمالها يوميًا.
هذه قارورة فخمة كانت لدهن العود، سأملؤها بـ أول مرة حكتلي بحبك، سأحاول كذلك حفظ دفء صوتك ونظرة عينيك وغرقي فيهما، أخبئها بعيدًا عن الأعين، وأعود لها حين يأخذني الحنين، أتطيب بها فيدوم عبقها لأيام.
هذه لحديثك بفرح بعد كل إنجاز، وهذه لكلماتك الحانية كلما زارتني الكآبة، وتلك لأوقات الشجار للذكرى فقط لن استعملها أبدًا.
أستيقظ مستوحشة، وأتجه نحو زجاجاتي الأثيرة، أرش منها في جو الغرفة، فيغلف حضورك الهواء يحملني ويزرعني في غيمة من الأمل في لقاء قريب.

#سلمى_تكتب_٧٥يوم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلمى تكتب- اليوم الرابع والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الحادي والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الثاني والستون