موت وقرارات
كلما فاجأني الموت، وعصر خوفي من الفقد قلبي، أقول: لابد أن أعيش حياتي بامتلاء أكثر، وروح فرحة، وقلب يعلم قيمة الساعة التي تمضي إلى غير رجعة.
أعاهد نفسي أن أحب حياتي وأتقبل عثراتها، أن أقابل كل الأصدقاء الذين لم اجتمع بيهم منذ زمن، أن لا أعاني من الوحدة ثانية أبداً.
لكن الإنسان ضعيف نسايّ، يأتي الغد وبعد الغد وتضيع الساعات ويتفرق الأصدقاء وتتعاظم الوحدة في جوفي ولا أحرك ساكنًا.
لا تحدث الأشياء بهذه السهولة، يومٌ أصحو فيه دون ضيق من كوابيسي وأجد حليبًا يكفي لكوب قهوتي بالحليب يصبح انتصارًا، كل لقاء مع الأصدقاء بعد ترتيبات كثيرة فاشلة يصبح وقتًا كافيًا لإخماد الأشباح في رأسي دون نفضها بعيدًا، وكل فعل على قائمة الأمنيات يثقله نقص الرغبة والمال والأوبئة العالمية والاحتباس الحراري وغيابك.
لست مكتئبة، منذ سنوات ودعت صوت الاكتئاب في عقلي واستأصلت جذوره من روحي ومضيت في مشوار تعافيّ، وأنا أعلم أنه طريق طويل لا يهم فيه الوصول بل الخطوات، كل خطوة فيه تبعدني عن الموت وأنا مازلت على قيد الحياة، كل خطوة تذكرني: "ما زلت حيًا في مكان ما.. وأَعرفُ أنني أمضي إلى ما لست أعرف."
أتمنى، بكل ما يملكه قلبي من طاقة، أن لا أموت دون لحظة حياة وفرح حقيقية، دون وجودك لأسند رأسي على كتفك، دون وقت كافٍ لنتسلق ضحكاتنا الشاهقة مع أحبتنا.
٢٤ أكتوبر ٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق