عين زجاجية
حبي الأول؟ كان يملك عينًا زجاجية -حقيقة لا مجازًا-، عين تنفتح على اللاشيء أثر حادث قديم أودى بنورها.
لذا ربما لم يستطع أن يحبني جيدًا، كان يراني بنصف زوج من العيون، نصف قلب، ونصف حضور، ومع هذا لم أشعر بنصف حب، فقد شعرت دائمًا بنقص ما في نفسي، فشعرت كأن لاشيء مفقود.. كأنني استحق النقص في حبي الأول -ووهمي الكبير- وعلي الامتنان له.
لم أشر يومًا لكرة الزجاج المستقرة في وجهه، لم أسأله يومًا عن السبب أو إذا ما تزال تؤلمه، واكتفيت ببعض البحث لأفهم ما جرى.
الحب ساذج طائش، كنت أطير سعادة من أقل بادرة لطف، سؤال عن الحال، ونداء "أميرتي الحلوة" الذي خصني به -أو هكذا ظننت-.
تشاركنا الأحلام، واللوحات الجميلة، والموسيقى السرية الأحب، والكثير من البريد المغلف بالأخضر المزهر كأنما نسير في حديقة ربيعية، لكننا لم نصرح أبدًا بالحب، لا وضوح ينجيني من لجة الاحتمالات.
صمت قصير، ثم انعطافة طريق سلكها وحده دوني، دون حبي، وتفرقت السبل.
ارتديت نظاراتي الشمسية لشهور بعدها أواري فجيعتي ودموعي التي لا تلبث أن تهدأ حتى تتفجر ثانية، أما هو فربما لم يبكني في غمار نشوته بتلك الانعطافة من حياته، حتى وإن بكى فعينه الزجاجية ستحول دون ذلك.
Polly Kolle_Hands, flowers, eyes
١٠ أكتوبر ٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق