حسن ‏صامت

"أنا المرأة التي يقع في غرامها كل من تقاطعت طريقه معها، وتسحر أدهى الرجال بحضورها" في خيالنا.. هذا ما نقوله نحن اللواتي لا يثرن الفضول، ولا يعلم أحد ما يخبئن من لآلىء تحت أصدافهن القاسية.

نرتدي صمتنا وننسل في زحام المتشدقات بمحاسنهن الحقيقية والمختلقة، وحين نتكلم ينصت الجميع؛ ولكن قلوبنا تحكي بصوتٍ مختال لا يدركه المعنيون لتردده الشاهق المتجاوز لقدرة البشر.

نحن اللاتي مسهن الحلم مرات، دون أن يمسنا الحب مرة.. نقف من بعيد نشاهد الأحبة الثملين يلقون قطعًا معدنية في نافورة الأمل، فنتراجع الهوينا خشية إصابتنا برذاذ الرغبة.

سهمٌ طائش من كيوبيد البائس، جعلنا نرى صورهم في أبطال حكايانا، وصور زفاف الأصدقاء ونسمع صوتهم في موسيقانا المحببة التي توقفنا عن سماعها الآن.. يحدث هذا مرة.
ثم نتعلم الدرس ونترك الفراغات دون تخيل.. كصورٍ أصابها بعض الكلور فأحال الملامح للا شيء، فراغٌ باهتٌ كعيوننا التي تشوبها الصفرة أكثر مما يخالطها النور.

نحن اللواتي ملأن الدار بالزهر والأخضر، وانتظرنا الفارس الذي يقفز فوق الألغام المدفونة خلف سياج القلب، ليجد مفتاح حدائقنا السرية، علّنا لا نفنى في انتظار السراب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلمى تكتب- اليوم الرابع والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الحادي والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الثاني والستون