فوضى

يقول البعض أن المبدعين يعيشون في فوضى الأمكنة، ويرى المبدعون أنفسهم يعيشون الفوضى في الداخل بينما يبدو السطح مرتبًا أنيقًا، بالنسبة لي الأمر مختلف.

أشعر أني أعيش الفوضى بكل خلاياي، حين أعمل فأشيائي متناثرة في كل مكان بعشوائية متناهية، وعقلي لا يهدأ أبدًا.. يقفز من فكرة لأخرى بسرعة تكفي ليجعلها تشغل ذهني ولا تكفي لتجعلها تمر مع مجيء أخرى.

أنا الفوضى.. والفوضى أنا. 
أكره الأشياء المنظمة المنمقة لأقصى حد، أحب الورق الأصفر في الشجرة الوارفة، تغريني الحياة التي تنساب من بين طبقات الأسفلت متحدية المستحيل، أحب الأشياء الصغيرة الملقاة على حافة الطريق.. لعبة.. ورقة رسم.. بقايا زهرة.. علبة عصير، تلك التي تفقد جمالها حين تُهمل، أجد عزائي بها.

لا أدري متى انتبهت إلى هذا، أو كيف تطور بي الحال لاستنباط الجميل في كل بسيط. قد أصبحت هكذا منذ قررت إدراك الأشياء الجميلة بداخلي، تلك التي لم ألحظها قبلًا، أو لأني اكتشفت كيف لا يدرك الآخرون ما يخفيه وجهي المتعب وجسدي الآخذ في الهزال يومًا بعد يوم. "الفوضى الخلاقة" مصطلح مستهلك.. ولكن لعلي أخلق من جديد من بين فوضاي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلمى تكتب- اليوم الرابع والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الحادي والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الثاني والستون