يوم وليلة

قبيل الفجر العتمة تغلف الكون وشيئًا فشيئًا تبزغ الشمس وتنقشع العتمة من قلبي وكذلك الكون.
يضل السائق طريقه قبل الوجهة بقليل -كثيرًا يحدث أن يضل  الطريق من يبدو للسائلين عارفًا- سؤال.. تصحيح وجهة..بوابات تفصل العالم عن قرية بيضاء زرقاء مكسوة شوارعها بأخضر يسر الناظرين.
كوب من الكافيين بالحليب بعد بضع ساعات من الاستيقاظ، مصادفة صديق، شمس، سماء جميلة، وحب..
رؤى بلونها الحنطي مع قامتها الصغيرة تتكلم بشغف طفولي عن ما تجيده وتدعو الجميع لزيارة ركنها، شاب جنوبي يملك حقيبة جلد يدوية مزينة برسم أصيل لوجه ڤينست الحزين، جميلة من أصول أجنبية تقف مع رفيقها المصري الأسمر عند طاولتي ذكراني برسالة الطيب صالح: "تزوجتني، تزوجت شرقاً مضطرباً على مفترق طرق، تزوجت شمساً قاسية الشعاع، تزوجت فكراً فوضويًا، و آمالاً ظمأى كصحارى قومي."
تقول بحنان -بلغتها- بعد اشتباك سلس للأذرع: "ستكون هذه لطيفة على طاولة مطبخنا"..
الكثير من لقاءات أولى.. مجاملات مفتعلة وأخرى صادقة.. حماس.. زحام.. انسلخ بذاتي عصرًا، أسير لمسافة بعيدة لأجد راحة، لأجد مكان صلاة.
ورد بنفسج يبهج وهو حزين يحتضن حافتي الطريق -وفؤادي- في الطريق عودةً حيث كنت.
أجمع حاجاتي -وشتاتي- أنظمه في حقيبة -من ورق أو عمر- تداعبني الشمس آفلة فأحبس بعض نورها في صورة لي، كي لا تهرب.
طريق صحبة.. وطعام سريع لا يليق بلقاء الأصدقاء وحكايانا المجنونة المفاجئة. ثم وحدي في الطريق لصديقة.. عناق.. استقبال مليء بالحفاوة.. كوب دافئ من الشاي وحديث مقتضب نختطفه من الوقت وتلدغنا عقارب الساعة لننهيه.
نوم.. نهار.. ثم وحدي على الطريق أعود من حيث أتيت خائفةً أترقب تبتلعني عتمة الليل؛ لكنها لا تجد متسعًا في روحي الملأى بالامتنان :))
٣-٣-٢٠١٩

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلمى تكتب- اليوم الرابع والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الحادي والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الثاني والستون