في الآونة الأخيرة

في الآونة الأخيرة احترفت السير وحدي كضرير يقطع الصحراء بلا دليل، أحث الخطى نحو نبع يروي ظمأ الروح، حتى إذا جئته استحال سرابًا.
يغدو الليل نفقًا طويلاً لا ختام له اتخبط فيه متعثرًا بخطاي كضرير يقطع الصحراء بلا دليل.

في الآونة الأخيرة يقذفني لبّي إلى غيابة الجب. بئر صلد لا ري فيه،أستكين في جوفه. آوي إلى ركن سحيق آملة أن يرسل الله بعض السيارة ليدلوا بدلوهم، لكن هيهات فبئري صلدٌ لا ري فيه.

اسند رأسي المثقل بهموم العالم وسفاسف همومي إلى حائط من ضجر.
يخيل إلي أنه كتفك، استغرب قسوته واستشعاري لسقيعه ينخر أوردتي.
أحدق في عينيك ورأسي -كما يخيل إليّ- ما يزال على كتفك؛ لم اعتدهما زجايتين هكذا. أين قطعتا الجمر اللتان تدفئان أوصالي في ليالي الكآبة الزرقاء؟
لماذا أنت صامت؟
ارفع كتفي لأحاول هزك، أراك سرابّا يتلاشى ليكشف عن حائط ضجر.

في الآونة الأخيرة تعلمت الحياكة.
أغزل الساعات ببعضها لينتهي غيابك. أتذكر أننا لا نضرب المواعيد بل ننتظر الصدف. يصبح لدي دثار سميك من خيبة الانتظار، أحاول التدثر به لكنه لا يزيد الفؤاد إلا رعشة وفراغًا.
انظر إلى إبرتي الحياكة وأحسدهما!
هما معًا.. وأنا وحيدة، تعلمت الحياكة.. وأغزل الساعات ببعضها لينتهي غيابك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلمى تكتب- اليوم الرابع والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الحادي والأربعون

سلمى تكتب- اليوم الثاني والستون