المشاركات

عرض المشاركات من 2022

الراوي العليم

لما بتمر بتجربة تعافي من أي مشكلة نفسية خاصة لو كانت معقدة في تكوينها ومحتاجة شغل مستمر لسنوات، وبعدين تشوف الناس وهي بتمر بتجربتها الخاصة، بتقف من بعيد كدا تتوقع من تصرفاتهم وحكيهم مثلا على السوشيال ميديا هم في أي مرحلة. بتكون زي الراوي العليم في رواية شخوصها كلها مركبة التكوين، مليئة بالصراعات الإنسانية والنفسية، وأنت بعين الحكمة بتتعاطف مع المخطئين وتحكي اللي داير في عقل كل واحد، وتتنبأ باللحظة اللي هيحصل فيها أول مشهد تتعامل فيه الشخصية من موقع التعافي لا من منطلق الطامة النفسية كما وصفتها بثينة العيسى. فكرة مرورك بكل قمة وقاع في تذبذب خط رحلتك على محور الزمن، خوضك لمرحلة الانغماس في التمارين النفسية والقراءة ومتابعة كل من تجد عنده بعض ضالتك، ومراحل تخففك من كل الوعي ده عشان تقدر تفلتر كمية المدخلات دي وتلاقي طريقتك الخاصة للتعامل، وبعدين الرجوع مرة تانية للمتابعة والاستماع لأي حديث يفيد رحلتك بس المرة دي بدون انغماس لكن بانتباه للي ينفعك واللي مينفعكش. بعدين تسقط مجدداً في جب سواد العقل، وسيطرة صوت الاكتئاب عليك لكنك بجلسة واحدة مع صديق متفهم أو طبيبك المعالج بتفرغ كل ده وتنتبه إن...

الحب كاشف.. أو ماذا يحدث حين تحب جسدك؟

صورة
إذا أخبرني أحدهم منذ سنوات أن حبي لنفسي وجسدي سيفتح باب الفهم حيال كل ما يلاقيه من تعب وآلام، ويجعله يكشف عن حقيقة ما يجري معه بوضوح، لضحكت ساخرة من قوله هذا. لكن هذا ما حدث، على الأقل بالنسبة لي. حين كنا .. في الكتاتيب صغارا حقنونا .. بسخيف القول ليلا ونهارا : درسونا “ركب المرأة عورة” “ضحكة المرأة عورة” “صوتها – من خلف ثقب الباب – عورة” تكبر الفتيات في عالمنا العربي بالخوف لا الحب، الخوف من الوالدين، من الرجال والغرباء والمجتمع الممتلئ بالرجال الغرباء.  نكبر ويصب الكل في مسامعنا كيف يجب أن نتحدث، كيف نتكلم باستحياء، كيف نكون خجولات ورقيقات ونتعامل بمبادئ الإتكيت، لكن لا تظهر أنوثتنا وتبدو وجوهنا في حالة من الجمود بلا ملامح سعادة ولا حزن، أن نتعامل بحزم ونضع الحدود، نتجمل بلا إظهار، و نظهر بلا تجميل. الكثير من الشيء وضده في آن واحد، وعليك كفتاة في العاشرة إيجاد طريقة لتضمي كل هذه المتضادات في كيان واحد متسق، يرضي كل أفراد أسرتك ومحيطك ليرفعوا أصابع الاتهام عنك، عن كونك فتاة، عار يجب ستره حتى تتلقفه يد الزوج في المستقبل ليصبح مشكلته. ومع عالم الدعاية والإعلام، يزداد الطي...