المشاركات

عرض المشاركات من 2014

في المرآة

صورة
كان داخلها بالفعل و ليس أمامها ، كان كيانه هو حبيس ذاك الزجاج- المعتم من إحدى جنباته - و ليس انعكاسه . يحاول أن يغير الصورة يتحرك جيئة و ذهاباً – أو يظن أنه يتحرك – و لكن هيهات لا يستطيع تغيرها ... هو حبيس تلك الهيئة التى لا يدرى كنهها .. أسير تلك القطعة من المادة .. لا يدري كيف ؟؟ أو ما السبيل للخروج ؟؟ لكنه أدرك أنه مقيد فيها . هل أحسست يوماً بهذا الإحساس .. أن تصبح سجين نفسك .. أن تنظر إلى المرآة فترى شخصاً عالقاً في دوامة الحياة غريب الهيئة يطل عليك .. كما لو أنه يستنجد بك لتمد يديك بحركة سحرية و تشده من بين جنبات ذاك المكان الذي أطبق على أنفاسه لزمن لا بأس به – أو به – أن تشعر بأن عينيه الذابلتين ترسلان شعاعًا يخترق خلايا مخك و يحركها لا إرادياً لتحاول إنقاذه ؟؟ لا تظن أن بي ضرباً من الجنون .. و أننى قد تركت كل ما قد يشغل الفكر وألهيت نفسي عن التفكير في عظام الأمور بالاهتمام بسفاسفها .. بل لدي شعور يقيني بأنى لست وحدى في هذا الإحساس .. كم من نفــوس لم تأسر الدنيا روحــها .. و لكن أصبحت أرواحها سجنها الأبدي .. كم من قلوب ملأتها الأحلام والخيالات القزحيــة .. و لكن شمس الفر...